أهل حضرموت أهل ضنك وشدة في معيشتهم .

على ضوء الأحداث الكارثيه الواقعه في حضرموت حبيت أنقل لكم هذا الموضوع

اللذي لفت نظري في موقع من المواقع المعروفه اللذي نقل فيها إبن الصلاح موضوع

من الباحث الشيخ // طارق بن محمد سكلوع العمودي

بعنوان : على مر التاريخ : أهل حضرموت أهل ضنك وشدة في معيشتهم .

بداية نسأل الله تعالى أن يكشف الغمة عن أهلينا وإخواننا المتضررين من السيول الجارفة مؤخراً .
واخترت عنوان موضوعي .. ليس لزيادة الهموم والغموم ، وإنما لبشرى معنوية ؛ أرجو أن أكون مصيبا فيها .

فقد وقفت مؤخراً على بحث مرقوم بالحاسوب للباحث الشيخ / طارق بن محمد سكلوع العمودي

بعنوان : دراسة
حول قول المفسر أبي الحسن البكري
باستثناء أهل حضرموت من الورود في النار
في آية : ( وَإِنْ مِّنكُمْ إِلاَ وَارِدُهَا ) .

وبما إني لست مخولاً بنشرها كاملة هنا من غير إذن صاحبها ؛ إلا إنني سأذكر أطرافاً منها للشاهد الذي أريده .

جاء في مقدمة الشيخ العمودي :
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى الآل والأصحاب .. وبعد :
فقـد استرعى انتباهي مـا ذكره المـؤرخ الحضــرمي العلامة عبد القادر بن شيخ العيدروس ( ت 1038هـ ) في كتابه الشهير : " النور السافر عن أخبار القرن العاشر " ، ( ص 118 ، الطبعة المحققة عن دار صادر ببيروت ) ؛ حيث قال : ( وكفى حضرموت من الشرف العظيم ، والمجد الفخيم ، والفخر الذي لا يبلى ويبيد ؛ بل ينمو ويزيد ؛ أنَّ الإمام شيخ الإسلام مجتهد زمانه الشيخ أبا الحسن البكري الصدّيقي ذكر في تفسيره عند قوله تعالى : " وإنْ منكم إلاَّ وَارِدُهَـا " الآية (1) .. : يُستثنى من ذلك أهل حضرموت ؛ لأنهم أهل ضنك في المعيشة ) أهـ .

قلت : ونقل مثل ذلك عن أبي الحسن البكري العلامة اللغوي المحدث محمد مرتضى الحسيني الزبيدي ( ت 1205هـ ) في كتابه القيم : " تاج العروس من جواهر القاموس " ، ( 3/148) ، وعبارته : ( ... لأنهم أهل ضنك وشدة ، وهي تنبت الأولياء كما تنبت البقل ، وأهلها أهل رياضة ، وبها نخل كثير ، وأغلب قوتهم التمر ) .

فأحببت بعد التوكل على الله ـ عز وجل ـ أن أكتب في ذلك ؛ بمايفتح به الله تعالى عليَّ .. راجياً التوفيق والسداد فيما يجول به قلمي .

ولا شك أنَّ الكتابة في مثل ما نحن فيه تعتمد على الزاوية التي ننظر منها لتقييم وتحليل ودراسة تفسير الشيخ للآية الكريمة بذلك الاستثناء الذي سيستغربه الكثير ؛ فإن كانت الزاوية تعتمد على النص النقلي ( السمعي ) لهذا الاستثناء في حق أهل حضرموت من ورودهم النار ؛ فمعناه أن نقف هنا ولا داعي لأن نسطّر الأسطر في هذه المسألة ؛ لأجل أنه لا يوجد نص في هذا الاستثناء من كتاب الله تعالى ، وسنة نبيه المصطفى عليه صلوات ربي وسلامه . والشيخ البكري أول من يعلم ذلك يقيناً ، والدليل على ذلك تبريره لهذا الاستثناء بقوله أنهم ـ أي أهل حضرموت ـ أهل ضنك

إنما نظرتنا ستكون من زاوية أخرى مبنية على الدراسة والتحليل ، والتعمق في الأسباب ، والإلزامات ، وطرح التساؤلات الداعية لهذا الاستثناء من قبل الشيخ في حق أهل حضرموت من خلال الآية الكريمة .

ثم ذكر الشيخ العمودي في أثناء بحثه ما استنبطت منه عنوان موضوعي هنا ، وهو قوله :
 وصف أهل حضرموت بأنهم أهل شدة وضنك في معيشتهم .
كان تبرير أبو الحسن البكري ـ رحمه الله ـ لأهل حضرموت عندما استثناهم من الورود في النار ، وهو كونهم أهل ضنك وشدة في معيشتهم .. كان تبريراً منطقياً وحقيقياً ؛ على الأقل في زمنه ؛ حيث كان الشيخ من أهل القرن العاشر الهجري ، وهو امتداد لقرون سابقة تراكمت من خلالها على أهل حضرموت شدة وضنكاً في معيشتهم ؛ فشهد القرن العاشر الهجري بداية نزوح وهجرات متلاحقة للحضارمة من بلدهم إلى أسقاع المعمورة ، وخاصة إلى الحرمين الشريفين طلباً للرزق والمعيشة الكريمة ، وطلباً للعلم ومجالسة العلماء .
وفي : " تاريخ حضرموت " للسيد المؤرخ صالح الحامد ـ رحمه الله ـ ( ت 1967م) ، ( 2/636) عقد فصلاً بعنوان : " الحالة الاجتماعية بحضرموت في هذه المدة من عام 600هـ إلى عام 900 هـ " .. قال فيه : ( أما الحالة المعيشية فهي فيما يُعرف حالة تقشف وضنك ، وكان التمر هو غاية ما لديهم من موارد الثروة وأهمها ؛ لكون تربة حضرموت قابلة لغرس النخيل ، ولكونه لا يحتاج إلى السقي الكثير مثلما يحتاج إليه غيره من الأشجار . فكان الحضرميون في تلك العصور يقضون أيامهم طول السنة في اقتصاد وتقتير حتى إذا حلَّ أوان الرطب تنفسوا الصعداء ، وانتعشوا فيدَّخرون عند جذاذه ما يرونه لازماً للاقتناء لسنتهم ويبيعون مابقي ، وعبارة " الجوهر " (1) للخطيب : " وكان أهل حضرموت أهل ضنك في المعاش ، وأهل نخل كثيرة ؛ فلا يأتي أوان حملها بالرطب إلا وقد اشتدت حاجتهم إليه ؛ لأنه ينال من ثمرها القوي والضعيف ، والغني والفقير ، وأهلها وغير أهلها ، والكثير منهم ليس له حيلة ولا حرفة ، ولا مكتسب غير ثمرتها ، يجمع منه ما جمع فيبيع بعضه ويأخذ بثمنه طعاماً أو كساءاً ، وما يحتاج إليه ويأكل بعضه تمراً " أهـ .
أما زراعة الحبوب فهي مع قلة الأمطار وعدم وجود أنهار ولا عيون جارية حول الأراضي الصالحة للزراعة .. غير كافية ولا سادّة لجميع حاجاتهم ، وهذا هو السبب لِما كانوا عليه في تلك العهود من الضنك والشدة ، ولعل هذا كان من الدوافع لهم فيما بعد إلى الهجرة إلى ما وراء البحار نحو الهند والحبشة ، وسواحل إفريقيا وجاوه ، والله تعالى أعلم ) انتهى كلام الحامد.

ولعل من أواخر وأشهر المجاعات التي اجتاحت حضرموت كانت في عام (1943م/ 1944م) أيام الحرب العالمية الثانية ، وقد ألّف فيها السيد الفقيه مفتي حضرموت في زمنه عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف ( ت 1375هـ ) قصيدته التي استهلها بقوله :
عِبَرٌ يلينُ بها الغليظ الجافي *** وَيَحِسُّ منها القلبُ وَخْزَ أشافي
وقد فصّلت في أمر هذه المجاعة فـي كتابي : " الخمير المفتوت معجم المصنفات الواردة في إدام القوت " .
ومما هو معلوم أنَّ المجاعات المتكررة والمرتبطة بشدة وضنك المعيشة ينتج عنها تفشي الأمراض والأوباء كالملاريا والحُمّى وغيرها .

وإذا أردت تفصيلاً ممتعاً في هذا الأمر فعليك بكتاب : " سنوات في اليمن وحضرموت " للطبيبة الألمانية ايفا هيويك ، وهي طبيبة عاشت في حضرموت في سنوات تقع بين عامي ( 1947م) و (1957م) ؛ حيث يعتبر كتابها تشخيصاً واقعياً هاماً من جهة ، ووثائقياً من جهة أخرى عن الأمراض ، وقلة الغذاء المنتشر بحضرموت في تلك الفترة القريبة من زماننا الحاضر .

وأرى أنه من المناسب نقل كلام السيد علي بن حسين بن محمد العطاس في كتابه : " تاج الأعراس على مناقب صالح بن عبد الله العطاس " ، ( 1/735) في وصفه لمرض الحمى الشهير الخطير الذي عمَّ وطمَّ في جميع جهات حضرموت لمدة ثلاثة أشهر ، وكان وقوعه في أواخر سنة ( 1334هـ ) بعد سيول كبيرة ، وأمطار غزيرة ؛ حيث قال : ( ... وإذا بالحمى الخطيرة قد هجمت على سكان المدن والقُرى والبادية بحضرموت في أيام متقاربة ، وهي والله كما شبه بها الشاعر حيث يقول :
وأَلِفَ هموم ما تزال تعوده *** عياداً كحمّى الربع أو هي أثقل
إذا وردت أصدرتها ثم إنها *** تعود فتأتي من تحيت ومن عل
فأول ما يصاب منها الإنسان بحركة في قدميه كدبيب النمل ؛ يقارنها دوران الرأس حتى يلتقيان
في حدود الرئة ، فتشتد حرارة الباطن على ذلك الإنسان إلى أن يتكون منها زمهرير من البرد يعلو ظاهر البدن يقشعر منه الجلد ، وترتعد له الفرائص ، فينادي من حوله بأن يضع على جسمه كل ما عندهم من فراش ، وربما جلس إنسان أو اثنان فوق ذلك الفراش ، والمحموم يهتز من ذلك نحو ساعة ، ثم تبرز تلك الحرارة إلى ظاهر البدن فيتضجر المحموم من تغطية جسمه ، ويحسُّ بالصداع الشديد في رأسه ، والغثيان في باطنه ، وعند ذلك تثاوره الاستقاء ؛ فيغصُّ بها لخلو جوفه عن الأكل والشرب ؛ فيتسبب عن ذلك مداخلة أضلاعه علاوة على مابه ، وتأخذه بهذا الدرس يومياً في وقتها المعتاد على الأقل شهرين متتابعة ؛ حتى يتخطفه من براثينها باقي أجله ، أو توصله إلى مقره البرزخي ، وربما انقطعت الحمّى من بعض الناس وأعقبه إسهال البطن وكان السبب الأخير في انقضاء أجله .
ويقدَّر أهل الخبرة من مات في حضرموت جميعها بسبب ذلك الوباء الخُمس من السكان في كل محلة ، والذين لم يصابوا بذلك الألم نحو نصف العُشر فقط ؛ حتى إنهم لم يشعروا بموت بعض الناس إلا بعد يوم أو يومين ؛ لقلة الأصحاء القائمين بفرض الكفاية ، وقد تسبب عن هذا قطع المواصلات بين أهالي حضرموت نحو الستة أشهر، ثم رحم الله العباد بزوال ذلك ، فأصبح حكاية لأهل الأمن من مكر الله ، وعبرة وموعظة للذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ) أهـ .

ويذكر الدبلوماسي الروسي الدكتور أوليغ بيريسيبكين في كتابه : " اليمن واليمنيون في ذكريات دبلوماسي روسي " ، ( ص 322) عن وضع حضرموت في عهد الحكم الشيوعي الماركسي في الربع الأخير من القرن العشرين الميلادي المنصرم ، فيقول : ( ... وقد كان يهدر على القوات المسلحة ما نسبته ( 40) بالمائة من الموازنة العامة للدولة ؛ ناهيك بمصاريف وزارة الداخلية وأجهزة الأمن التابعة لها .
أمـا السكان فكانوا شبه جائعين ، وتهدمت المشاريع الخـاصة ، وتوقفت عملية الإصلاح الزراعي ...) إلى آخر ماقاله .

وأخيراً فمن طريف ما يُذكر في هذا الصدد ما جاء في رحلة السيد أحمد بن حسن العطاس ( ت 1334هـ ) إلى مصر عام (1308هـ ) ؛ حيث زار السيد العطاس شيخ الجامع الأزهر محمد الأنبابي ؛ وفي المجلس سأله الأنبابي بعض أسئلة عن حضرموت منها سؤاله عن معايش حضرموت وأقواتها ، فأجاب العطاس : البر والذرة والتمر واللحم ، وأما باقي الأشياء فتنقل إليها على سبيل
التفكه من الخارج . فقال شيخ الأزهر : كأن معيشتها ضنكة ؟ فقال العطاس : لا يخفى عليكم أنَّ الله تعالى لمّا دحا الأرض جعل في كل قُطْرٍ كفايته ؛ كما قال تعالى : " وقدّر فيها أقواتها " ، وأما الرزق المشار إليه في قوله تعالى :" ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض " ؛ فليس في تلك الجهة شيء منه ، فضحكوا. انظر : " رحلة السيد أحمد بن حسن العطاس إلى مصر " ، جمع محمد بن عوض بافضل ، (ص 46-47) .

كانت تلك بعض الصور التي غطت مساحات زمنية كبيرة ومتتالية عن حضرموت وأهلها ؛ اتضح منها شدة ما عانوه من الضنك في معيشتهم بسبب المجاعات والأوباء التي غزتهم ولا زمتهم ، ونحن إذ ذكرنا النقول السابقة عن مؤرخي الحضارمة وغيرهم ؛ إنما ذكرناها كتمهيد لتحليل اتجاه العلامة المفسر البكري في تفسيره للآية الكريمة بذكره ذلك الاستثناء ، وهو موضوع دراستنا هنا .

انتهى ما أردت الاستشهاد به من كلام الشيخ طارق العمودي ، ودراسته عميقة علمية مسهبة ممتعة .. نرجو أن ترى طريقها للنشر .

فصبرأً لأهلينا بحضرموت على الشدة والضنك في معيشتهم ، فقد تتحقق فيكم بشرى العلامة المجتهد المفسر أبو الحسن البكري ، فتعفون من الورود في النار . والله أعلم وإسناد العلم إليه أسلم .

تسلم يامديري الغالي

على الموضوع الررائع

والى الامام دائما

وتقبل مروري

تسلم ولداالسعوديه على المرور الجميل

ولك مني اجمل التحاااااااااااااااااااااايا

م
مشكور مديري الغالي على الموضوع

وننتظرررررررررجديك

والى الامااااااااام دئمآ

وتقبل مروري

تسلم اخي الغالي ابو سالم على المرور الجميل

من شخصك الاجمل

ويعطيك الففففففففف عاااااااااااااااافيه

ولـــــك منـــي كــــل الـــــود

تسلم اخي الغالي لفنس ويعطيك العافيه

على الموضوع الرائع وتقبل تحياتي

تسلم اخي الغالي ابوشحبل على المرور الكريم

ويعطيك الففففففففففف عاااااااااااااااااافيه

ولــــك منـــي كـــــل الــــــــود

تسلم يامديري الغالي

على الموضوع الرررررائع

ولك مني كل التحاااااااياااااااااا

وتقبل مروري

تسلم اخي الغالي المري على المرور الجميل

من شخصك الاجمل

ويعطيك الففففففففف عاااااااااااااااافيه

ولـــــك منـــي كــــل الـــــود

» عمال المدر في حضرموت
» امطار الخير على حضرموت
» المتابعة السيبانية تلتقي بمحافظ حضرموت
» مراكز قوى متنفذه تستهدف مدير أمن حضرموت بتلفيق تهمة كيدية لنجله
» محافظ حضرموت لـ«الأيام»: سيتم صرف الـ100 ألف ريال للمتضررين خلال الأيام القليلة القادمة